في عام 2022، حصلت نوال مصطفى على جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة ضمن فئة المبادرات الفردية المتميزة، وكانت هذه الجائزة حافزًا لتحقيق تقدّم ملموس في مسيرتها نحو تغيير حياة النساء المهمشات في مصر. وتسهم مبادراتها في تعزيز التنمية المستدامة والمشاركة المجتمعية والقدرة على الصمود، مع تركيز خاص على تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمدينات والنساء اللواتي قضين عقوبات بالسجن.
في عام 2023، أطلقت نوال مشروعين تجاريين لتمكين النساء اقتصاديًا: "شيلديد" و"بنوتة". يختص "شيلديد" بمنتجات الديكور المنزلي والجلود الطبيعية، فيما ينتج "بنوتة" حقائب لابتوب مستوحاة من الثقافة المحلية. ولا تقتصر هذه المبادرات على ابتكار منتجات جديدة، بل تحمل بعدًا اجتماعيًا، إذ توفّر برامج للتأهيل والتدريب المهني في مجالات مثل صناعة الجلود والمكرمية والتطريز. وقد استفادت أكثر من 58 امرأة من الفئات المهمشة من هذه البرامج، فحصلن على مهارات وفرص تتيح لهن العودة إلى سوق العمل بكرامة.
كما استفادت نوال من شراكات وتمويلات جديدة، أبرزها تعاونها مع "أشوكا العالم العربي" عبر مشروع "فينيكس" الذي يهدف إلى تمكين 50 امرأة وأسرهن اقتصاديًا واجتماعيًا من خلال توفير مصادر دخل مستقرة وفتح مسارات نحو الاستقلالية. وبالتوازي، يسعى مشروع "الصفحة البيضاء" إلى محو السجلات الجنائية للمدينات والنساء اللواتي قضين عقوبات بالسجن، لتيسير إعادة إدماجهن في المجتمع. وتحظى هاتان المبادرتان بدعم مبادرة «حياة جديدة» التي أطلقتها نوال مصطفى.
في عام 2023، وسّعت مبادرة "حياة جديدة" نطاق عملها ليشمل مناطق جديدة مثل عين شمس، ودار السلام، والمطرية، ما زاد بشكل كبير من أثرها. ويُقاس هذا الأثر عبر مؤشرات رئيسية مثل مستويات الدخل ونسب التوظيف، وقد أظهرت النتائج تحسّنًا ملموسًا في حياة المستفيدات.
ومن الجوانب المهمة أيضًا سعي نوال إلى التصدي للوصمة الاجتماعية التي تلاحق النساء اللواتي قضين عقوبات بالسجن. فمن خلال حملة توعوية شاملة تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي والتغطية الصحفية والمؤتمرات العامة، تعمل مبادرتها على إصلاح الصورة الذهنية في المجتمع والدفاع عن حقوق هؤلاء النساء وتعزيز إمكاناتهن. ومن بين القصص الملهمة قصة السيدة (ب) التي دفعتها الديون إلى التفكير في بيع كليتها، لكنها وجدت بداية جديدة عبر البرامج التي أطلقتها نوال. فبدعم من المبادرة، أسست مشروعًا صغيرًا لبيع الخضار، مما غيّر حياتها ووفّر مصدر دخل مستدام لعائلتها.
وفي المرحلة المقبلة، تسعى نوال إلى توسيع مبادراتها لتشمل محافظات مصرية أخرى حيث تزداد أعداد السجينات، ثم إلى دول أخرى تواجه فيها النساء المهمشات تحديات مماثلة. وتشمل أهدافها الاستمرار في تحسين فرص تشغيل النساء وضمان حصولهن على عمل كريم ومستدام.