تمكين النساء والمجتمعات. مسيرة مؤسسة روكونجيري للتنمية المتكاملة للمرأة بعد الفوز بالجائزة العالمية

يونا نباسا، ناشطة مجتمعية وقائدة لإحدى جمعيات الادخار والإقراض القروية. أحدثت هذه الجمعية أثرًا ملموسًا على دخل أسرتها من خلال توفير خط ائتمان ميسّر. كما روت نساء أخريات من المجتمع تجارب إيجابية خلال اجتماعات الجمعية، حيث يتبادلن الدعم ويجدن حلولًا مشتركة للتحديات التي تواجه أسرهن، مما أسهم في الحد من العنف الأسري.
المصدر: مؤسسة روكونجيري للتنمية المتكاملة للمرأة.

بعد فوزها بجائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة في عام 2023، كثّفت المؤسسة جهودها للتصدي للعنف ضد النساء والفتيات وتعزيز تمكين المرأة في أوغندا. وأطلقت مبادرات استراتيجية تركّز على توسيع خدمات الحماية وتيسير حوارات مجتمعية تهدف إلى إحداث تغيير منهجي.

وبعد الفوز بالجائزة عن فئة منظمات المجتمع المدني، وسّعت المؤسسة خدماتها الوقائية لتشمل النساء والفتيات المعرّضات للخطر في ست مقاطعات فرعية، وهي: بوامبارا، وكاغونغا، وكاشنشيرو، وكيانغا، وموتارا، ونيكيشيني، التي لم تتوفر لها تغطية كافية في السابق. وأتاح هذا التوسّع تنفيذ تدخلات تهدف إلى التخفيف من التحديات التي تواجه النساء المهمشات، من خلال إشراك المجتمعات في مواجهة الأعراف الاجتماعية التي تعزّز العنف ضد النساء والفتيات، والعمل على تغييرها.

ومن أبرز المبادرات إطلاق حوارات حول المطالب Community Demand Dialogues، التي أشركت 130 من أفراد المجتمع ، بما في ذلك القادة وصناع القرار ، لمعالجة الأسباب الجذرية للعنف مثل إدمان الكحول والفقر وإهمال الأطفال. وأسهمت هذه الحوارات في إنشاء منصات لتبادل المعلومات، وزيادة الوعي، وحل المشكلات جماعيًا، مما مكّن المجتمعات من المساهمة في صياغة الحلول.

كما نظّمت المؤسسة تدريبات لـ 500 امرأة وفتاة، ركّزت على مهارات الدفاع عن النفس والتواصل. وعزّزت هذه التدريبات السلامة والقدرة على الصمود والثقة بالنفس، الأمر الذي رفع تقدير المشاركات لذواتهن بدرجة ملموسة.

انطلاقًا من وعي المؤسسة بأهمية دور الرجال في إعادة تشكيل الأعراف القائمة على النوع الاجتماعي، أنشأت 14 مجموعة يقودها رجال في المقاطعات المستهدفة. وتعمل هذه المجموعات على تشجيع أعضائها على إعادة النظر في المفاهيم التقليدية المرتبطة بالرجولة والعنف، وتحفيزهم ليكونوا مدافعين عن مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وروّادًا في تعزيز وحقوق النساء.

كما شكّلت المؤسسة 15 جمعية ادخار وإقراض قروية، انطلاقًا من الاعتراف بالعلاقة الوثيقة بين الاستقلال الاقتصادي والتمكين. وقد قدّمت هذه الجمعيات للنساء، إلى جانب الموارد المالية، تدريبات في الإدارة المالية، مما أتاح لهن إطلاق أو توسيع مشاريعهن الخاصة وتعزيز مرونتهن الاقتصادية. وإضافة إلى ذلك، حصلت المؤسسة، بعد الفوز بالجائزة، على منحة إضافية قدرها 16,000 دولار أمريكي من منظمة "قرى الأطفال SOS – أوغندا" (SOS Children’s Villages (Uganda لدعم هذه الأنشطة. كما أعطت المؤسسة الأولوية للاستدامة عبر الشراكة مع السلطات الوطنية وأصحاب المصلحة الرئيسيين.

وفي المرحلة المقبلة، تلتزم المؤسسة بتوسيع نطاق عملها من خلال إنشاء شبكة شاملة من الخدمات للناجيات من العنف، تشمل الدعم النفسي، والمساعدة القانونية، والتدريب المهني، وفرص التعليم. وتهدف هذه الشبكة إلى دعم الناجيات من العنف في استعادة حياتهن، والتغلّب على الوصمة المرتبطة بالتعرض للعنف، وكسر الصور النمطية القائمة على الجنس التي تقيّد فرص النساء المهنية. 

لقد أبرز عمل روكونجيري للتنمية المتكاملة للمرأة، والذي تعزّز بفضل الجائزة العالمية، الإمكانات الكبيرة للتدخلات الموجَّهة ومشاركة المجتمع في دعم تمكين المرأة. ومع مواصلة المؤسسة البناء على هذه الإنجازات، تظل جهودها شاهدًا حيًّا على الدور الجوهري للمناصرة والعمل في تعزيز المساواة بين الجنسين.

للمزيد من المعلومات حول عمل المؤسسة، يُرجى زيارة موقعها الإلكتروني:
https://rwidf.org/